الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر دينك وعدم قبولك للبدع والخرافات، ولا حرج عليك أن تبين لأبيك أن ما فعله ليس من أمر الشرع وأنه من الأمور المبتدعة التي يجب على المسلم الحذر منها، فأمر النفع والضر يتوقف على ورود الخبر بذلك من الشارع.
ووضع الملح ورشه "والسبوع" ونحو ذلك لم يرد الشرع به ولم يأذن الله فيه، فهو من الأمور المبتدعة المحرمة، كما بينا في الفتوى رقم: 32494، وإن كان يقصد به دفع العين أو الرقية منها ونحو ذلك فإنه لا يجوز أيضا لأن الشارع بين ما تدفع به العين، وكيفية الرقية الشرعية منها، وقد بينا ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 12505.
ولكن إذا أردت نصحه وبيان الحق له فيلزمك الأدب معه وخفض الجناح له، وعدم رفع الصوت عليه، وتجنب جداله وغير ذلك مما يتنافى والإكرام المأمور به في حق الوالدين كما في قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً{الإسراء:23ـ24}. فانصحه وبين له الحق ولكن بلطف وحكمة كما فعل إبراهيم عليه السلام مع والده: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً {مريم:42ـ43}. إلى آخر تلك المحاجة اللطفية اللبقة مع أن أباه كافر معاند. فينبغي نهج مثل ذلك الأسلوب اللطيف في نصح الوالدين فتهديه كتابا يعالج ذلك الأمر أو تقرؤه بين بيديه أو تكلم إمام المسجد ليتحدث عن ذلك وهو حاضر إلى غير ذلك من الأساليب الحسنة الحكيمة في الدعوة والنصح. نسأل الله تعالى لنا ولك وله الهداية والتوفيق وفعل الخيرات وترك المنكرات إنه ولي ذلك والقادر عليه.