الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجوز الجمع بسبب المرض عند كثير من أهل العلم كما سبق ذكره في الفتوى رقم: 6846 وعليه، فإذا دخل وقت الصلاة الأولى قبل بدء العملية فلكم أن تجمعوا جمع تقديم وهو الأرفق بكم، ولكم أن تؤخروا الأولى لتجمعوها مع الثانية جمع تأخير، وإن لم يدخل وقت الصلاة إلا بعد بدء العملية جاز لكم جمع التأخير كما يجوز لكم أن تصلوا كل صلاة في وقتها إلا أن الجمع قد يكون أيسر عليكم لما ذكرته من شدة الإعياء أثناء العملية ولأنه رخصة والله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما في حديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. رواه البيهقي وابن حبان.
قال النووي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر أن مشهور مذهب الشافعي عدم جواز الجمع بسبب المرض: وقال المتولي: قال القاضي حسين: يجوز الجمع بعذر الخوف والمرض كجمع المسافر ويجوز تقديما وتأخيرا والأولى أن يفعل أرفقهما به واستدل له المتولي وقواه....... وهذا الوجه قوي جدا، ويستدل له بحديث ابن عباس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة من غير خوف ولا مطر. رواه مسلم، ووجه الدلالة من أن هذا الجمع إما أن يكون بالمرض وإما بغيره مما في معناه أو دونه ولأن حاجة المريض والخائف آكد من الممطور. انتهى. ولا يجوز لكم قصر الصلاة لأن القصر خاص بالسفر
والله أعلم.