الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعليل النبي صلى الله عليه وسلم كثرة النساء في النار بقيامهن ببعض الأعمال ومنها إكثار اللعن. ثبت في حديث الصحيحين: يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن... وهذا لا يعني أن الرجال لا يتلفظون بهذا، بل هذا في جنس النساء أكثر، وهذا الحديث استدل به ابن حجر على حرمة كثرة استعمال الكلام القبيح كاللعن والشتم، وذكر أن النووي استدل على أن اللعن والشتم من الكبائر بالتوعد عليهما بالنار.
وهذا يدل على منع وقوع اللعن والشتم من الرجال والنساء معاً، ويدل لحرمته على الجميع ما في الحديث: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وبناء عليه، فإن اللعن محرم على الجميع إذا كان الملعون معيناً، ويجوز لعن الجنس كلعن الكفار والظالمين ومن مات على الكفر، كما قال المباركفوري في شرح الترمذي.
وليعلم أن التخلق بأخلاق الإسلام ومعاشرة المسلمين بعضهم لبعض بالأخلاق الفاضلة، أمر يطالب به الجميع، فينبغي لكل أحد أن يعاشر إخوانه المسلمين معاشرة حسنة ويخالقهم مخالقة حسنة.
وقد حرم الله الظلم على نفسه وحرمه على العباد، فقال في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا. رواه مسلم. وحرم احتقار المسلمين، ويدل لذلك ما في حديث مسلم: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
وعلى الزوجين أن يسعيا في حل مشاكلهما بالحوار والمصارحة بالودية، وتعهد كل منهما لإعطاء كل ذي حق حقه، فهذا منهج الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه فيما يتعلق بتعامل الرجال مع النساء والنساء مع الرجال، فمن خرج عن هذا المنهج ولم يلتزم به، فلا يحسب فعله ذلك على الإسلام، بل الإسلام منه بريء، وراجعي الفتاوى التالية: 60729، 33363، 2589، 3738، 11963، 27662، 65741 .
والله أعلم.