الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الفرق بين يضلوك ويضرونك ونحوها من الأفعال هو حذف النون من الأول لأجل النصب أو الجزم، وإثباتها في الثاني في حالة الرفع وتجرد الفعل من عاملي النصب والجزم، فقوله سبحانه: لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ بحذف النون من الفعل لكونه منصوباً بأن المصدرية، وفي قوله: وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ باثبات النون في الفعل لكونه مرفوعا لتجرده من عامل النصب والجزم، وهكذا في سورة البقرة في قوله تعالى : يَرُدُّونَكُمْ بإثبات النون ويَرُدُّوكُمْ بحذفها لنفس السبب، وتلك قاعدة مطردة في كل فعل مضارع على أحد الأوزان الخمسة وهي: يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين، فما جاء على وزن هذه الأفعال فإنه يرفع بثبوت النون وينصب ويجزم بحذفها، وفي ذلك يقول ابن مالك رحمه الله في ألفيته:
واجعل لنحو يفعلان النونا رفعا وتدعين وتسألونا
وحذفها للجزم والنصب سمة كلم تكوني لترومي مظلمة
والله أعلم.