الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العهد مع الله هو التعهد والالتزام له بأمر ما من الأمور المشروعة وهو قريب من الوعد، إلا أنهما يختلفان في أن العهد لابد أن يكون مقروناً بشرط كما قال أبو هلال العسكري: فمثال العهد أن يقول القائل: علي لله عهد إن حصل مني كذب أن أصوم يوماً.
ويجوز للمخلوق أن يعاهد المخلوق ويتعين عليه الوفاء بما عاهده عليه، وإخلاف العهد في هذا سمة من سمات النفاق العملي كما في حديث البخاري ومسلم: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. وقد عده الهيتمي من الكبائر، وعلى العهد بين المخلوق حمل بعض المفسرين قوله تعالى: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا {البقرة: 177}.
ومنهم الشوكاني في فتح القدير، وحمله بعضهم على ما يشمل حقوق الحق وحقوق الخلق ومنهم الألوسي، وأصرح من هذه الآية في العهد للمخلوق قوله تعالى: إِلَا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {التوبة: 1}.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 10145، 49360، 46673، 58479، 25974، 29746.
والله أعلم.