الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولعل ما ابتلي به أهلك من التساهل في استماع الموسيقى والتساهل في مشاهدة كل ما يعرض في التلفاز، سواء أكان مفيداً أو غير مفيد، لعل هذا راجع إلى ضعف طرأ على إيمانهم وقلة خوفهم من الله وقلة حيائهم منه.
وإن الشيطان من كيده لابن آدم وحرصه على إغوائه، فإنه يستدرجه شيئا فشيئاً فقد يزين له مشاهدة بعض برامج التلفاز النافعة ليجره بعد ذلك إلى مشاهدة غير النافع إلى أن يتورط في سماع الحرام ورؤية الحرام، قال تعالى: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.
وقال الحسن بن صالح: إن الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين باباً من الخير يريد بها باباً من الشر!!.
وعلى هذا، فينبغي عليك أن تنصحي أهلك وتذكريهم بالله العظيم وتخوفيهم على إيمانهم الذي يضعف ويتفلت منهم، وتحيني الأوقات المناسبة لنصيحتهم وانتقي أفضل الكلمات وأرق العبارات حتى تلقى قبولاً عندهم وتمس شغاف قلوبهم، وأسألي الله لهم الهداية والسداد والعزيمة على الرشد.
هذا، ويظهر من رسالتك أنك صاحبة عقل، فنسأل الله الكريم أن يحفظه عليك، ولكي تستعيدي الخشوع في الصلاة والتلذذ بالقرب من الله، فهناك بعض التدابير، منها:
1- اعتزال أهل المنكر وقت غشياتهم للمنكر، فلا تشاركي أهلك في مشاهدة التلفاز، بل ولا تجلسي في المكان الذي يوجد فيه التلفاز حتى لا تهفو نفسك إلى مشاهدة برامجه.
2- اعلمي أن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، وتعاوني معهن على الخير وعلى طلب العلم النافع.
3- اسألي الله كثيراً بذل وإلحاح أن يزيد إيمانك ويرزقك الخشوع في الصلاة، وتحري في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة، مثل ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، وأثناء السجود، وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، وعند الفطر في اليوم الذي تصومين فيه.
ولمزيد فائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.
والله أعلم.