الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أهم ما يهدف إليه الشرع في تشريعاته أن يكون حال المسلمين على ألفة ووئام، ويتأكد هذا الأمر في حق ذوي الرحم، ولذا جاء الشرع بالحث على صلة الرحم والتحذير من قطعها وتراجع في هذا الفتوى رقم: 31749 .
فإن كانت أختك على ما ذكرت من سبها إياك وإهانتها لك فقد أساءت، ولكن نوصيك بالصبر عليها، ففي الصبر خير كثير، روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. وراجع الفتوى رقم: 1764 ، والفتوى رقم: 5443 ، وانظر لزاماً الفتوى رقم: 27841 ، والفتوى رقم: 28321
ونوصيك بالحرص على الإصلاح بينك وبين أختك، والسعي في ذلك بكل طريق مشروع مستعيناً بالله تعالى ثم بالعقلاء وأهل الفضل فلعل الله تعالى يوفق بينكما، وإن تعذر ذلك ووصل الأمر إلى طريق مسدود ورأيت أن الأصلح هجرها والابتعاد عنها دفعاً لأذاها فلا حرج عليك في ذلك، ولعل هذا الهجر يكون واعظاً لها فترجع إلى رشدها، وراجع الفتوى رقم: 30690 .
وينبغي أن لا تيأس من السعي في الإصلاح، فلعل ذلك يكون يوماً ما وإن طال الزمان.
والله أعلم.