الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأليق بالمرأة والأحوط لها في دينها هو القرار في البيت، كما أمرها الله تعالى، قال جل من قائل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ { الأحزاب: 33 } وانظري حكم عمل المرأة لغير حاجة في الفتويين: 5181 ، 9653
ومع ذلك فإن المرأة إذا احتاجت للعمل أو احتاج له مجتمعها ــ فلها أن تمارس منه ما يتلاءم مع طبيعتها وأنوثتها كأن تكون طبيبة نساء أو مدرسة للبنات مثلاً .
هذا وإن العمل في قيادة الطائرات الحربية لا يناسب المرأة من الناحية البدنية، فالله خلق المرأة أكثر رقة ولطفاً وضعفاً من الرجل، وإن ما ادعيته من عدم تأثيره على المرأة وإن كانت حاملاً أو حائضاً لا يوافقك عليه أكثر النساء إن لم يكن كلهن، ولا نستثني إلا من يتحدين الفطرة من رجلة النساء. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء"رواه البيهقي والحاكم. ورجلة النساء هن النساء المتشبهات بالرجال في الزي والهيئة. وقد سألت أمنا عائشة رضي الله عنها رسول الله فقالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد قال: " نعم، جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة " . رواه الإمام أحمد، وأصله في البخاري، وانظري الفتوى رقم: 38436
ينضاف لما سبق أن قيادة الطائرات يلزم منه السفر، ويحرم سفر المرأة بغير محرم من الرجال إلا لحج الفريضة أو للعمرة أو للفرار من أرض الفتن والفساد ونحو ذلك من الأسفار التي تدعو إليها الضرورة وانظري الفتويين: 3859 ، 6693 .
كما أن هذه المهنة لا تنفك عن الاختلاط، لأن العاملين في هذا المجال هم في الغالب رجال. وانظري حكم الإسلام في الاختلاط بين الرجال والنساء في الفتوى رقم: 3539
وعليه، فالذي نراه مناسباً لك أيتها الأخت الكريمة هو ترك هذا العمل والبحث عن غيره مما يناسبك ولو كان أقل دخلاً ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .
والله أعلم.