الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعالم الملائكة وأسماؤهم وأعمالهم ومراتبهم من الأمور الغيبية التي لا يمكن القول فيها إلا بخبر من الله تعالى أو خبر من رسوله صلى الله عليه وسلم، والزيادة على ما ورد ظن وتخمين وقول على الله بلا علم، وقد قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف: 33}
وقد ورد ذكر جبريل وميكائيل وإسرافيل بأسمائهم، فجبريل وميكائيل ذكرا في القرآن، وإسرافيل ذكر في السنة، ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض.
قال المناوي في فيض القدير وجه تخصيص الأملاك الثلاثة أنها أشرف الملائكة وانها الموكلة بالحياة وعليها مدار نظام هذا الوجود، فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر والنبات الذي هو حياة الأرض والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي هو حياة العالم.
وقد ورد ذكر ملك الموت في القرآن أيضا ولكن دون ذكر اسمه، وفي بعض الآثار أن اسمه عزرائيل، ورد ذلك عن وهب بن منبه كما في الديباج وغيره، وربما ذكرت الروايات الإسرائلية أسماء بعض الملائكة الآخرين وطرفا من أخبارهم ولكن القصص الإسرائلية لا يؤخذ منها ولا يعتمد عليها لما تعرضت له من تحريف وتبديل، وقد أغنانا الله سبحانه وتعالى عن ذلك بكتابه العزيز فبين لنا فيه كل ما نحتاجه في دنيانا وأخرانا وأعرض عما لا فائدة لنا فيه تيسيرا علينا وتخفيفا، فالزيادات على ذلك تنطع فيجب على المسلم أن يقف عند ما ورد لا يزيد عليه ولا ينقص سيما ما كان في مجال الأمور الغيبية .
وخلاصة القول أنه لم يرد فيما اطلعنا عليه خبر عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم يذكر أن من الملائكة أولو العزم والقول بذلك يحتاج إلى دليل.
والله أعلم.