الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصوم ركن من أركان الإسلام المفروضة على المكلفين غير أهل الأعذار، وعليه، فلا يجوز للمسلم البالغ المكلف أن يفطر في رمضان إلا إذا كان مسافرا مسافة قصر أو كان مريضا مرضا يشق الصوم معه أو يؤخر برءه أو يزيد في مرضه،هذا بالنسبة للرجل وتزيد عليه المرأة الأعذار الخاصة بها وهي الحيض والنفاس، وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5978، 17676، 25543، ففي هذه الفتاوى بينا ماهية المرض المبيح للفطر، أما كون الصوم يعيق عن الشغل فهذا ليس مبيحا للفطر، فيجب على الاخ السائل أن يبيت الصوم ويصبح صائما فإذا بلغ به الحال إلى مشقة لا تحتمل أوخاف الهلاك أفطر وقضى يوما مقابل ذلك اليوم، ولينظر الفتوى رقم: 624، والفتوى رقم: 63443.
وكذلك لا يبيح الفطر كونه يصير عدوانيا مع أطفاله فهذه فريضة لله تعالى فلا بد من أدائها مهما كانت طباع الصائم أثناءها وليس هذا مبررا للفطر.
ثم إن الصوم عبادة جليلة، ومن حكمته أنه يجعل المرء يشعر بالحاجة وبالتالي يحس بحاجة الآخرين فتجود نفسه ويلين طبعه ويزداد تواضعا مع الآخرين ورحمة بهم ولو كانوا أباعد، فما بالك إذا كانوا أطفاله، فعلى الأخ الكريم أن يلاحظ هذا ويبتعد عن العدوانية ولاسيما في هذا الشهر الكريم شهر الرحمة والبذل، وإذا كان المسلم يصوم لله تعالى امتثالا لأمره وطمعا في رحمته ومغفرته في هذا الشهر فينبغي أن يرحم الآخرين ويعفو عنهم ويعطف عليهم كما أنه هو يرجو ذلك من الله تعالى.
والله أعلم.