الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطفل بعد التمييز يخير بين أبويه إذا كان عارفاً بأسباب الاختيار ، وإلا أخر إلى حصول ذلك، والأمر فيه موكول إلى اجتهاد الحاكم ، وأولادك الثلاثة قد بلغوا السن الذي يخيرون فيه ، وعليه فمن حقك أن تطالب بمعرفة رأيهم ولو عن طريق القضاء ، فإن اختاروك كان لك أخذهم للعيش معك ، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب : الطفل بعد التمييز يخير بين أبويه إن افترقا وصلحا للحضانة ، ويكون عند من اختار منهما ، لأنه صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه . رواه الترمذي وحسنه ، والغلامة كالغلام كما في الانتساب (ولو تفاضلا) أي فضل أحدهما الآخر دينا أو مالاً أو محبة للولد فإن الطفل يخير بينهما ، ولا يختص به الفاضل، أما إذا صلح أحدهما فقط فلا يخير ، والحضانة له فإن عاد صلاح الآخر أنشئ التخيير . اـ هــ
ولكن الذي نفضله يا أخي الكريم أن يكون تفاهمكم خارج حدود القضاء ، فإن تعسر الأمر ولم يكن طريق لحل النزاع إلا القضاء فلا حرج عليك في رفع قضيتك له .
والله أعلم .