الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بنعمة الاستقامة والتمسك بدين الله تعالى، ثم اعلم أن الوسوسة في الطهارة من كيد الشيطان لابن آدم حتى تثقل عليه العبادة فتصبح هماً، والواجب عليك أن لا تسترسل في الوسوسة وأن تقطعها عنك بمجرد طروئها، فإن الاسترسال معها يزيدها، وإن وسوس إليك الشيطان أن وضوءك ناقص أو أن غسلك غير تام، فلا تصغ إليه ولا تتحقق، واصبر على ذلك فسيزول عنك ما بك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 24342 .
واستمع لمحاضرة بعنوان (رسالة إلى موسوس) للشيخ سلمان العودة.
هذا، وإن الاغتسال ليس شرطاً في صحة توبة المرتد اتفاقاً عند أهل العلم، وإنما اختلف أهل العلم في وجوب اغتسال الكافر إذا أسلم، فقد أوجبه بعضهم وقيد بعضهم الوجوب بما إذا كان قد حصل منه موجب للاغتسال كالجنابة والحيض والنفاس، وانظر الفتوى رقم: 33821.
وأما الزيادة في القرآن على الصورة التي ذكرتها -فإنها محرمة- ولا تصل للكفر إن شاء الله، ولكن الصلاة تبطل بها، والواجب عليك التوبة من ذلك وعقد العزم على عدم العودة إليه أبداً، وإذا استعجم عليك القرآن أو نسيت باقي الآية فاركع وصلاتك صحيحة ولا شيء عليك، وثق بالله وأحسن الظن به وأنه قد قبل توبتك، ولا تصغ لتقنيط الشيطان أبداً.
وأما باقي ما ذكرت في السؤال فإنه من وسوسة الشيطان وتلاعبه بك، فلا تستسلم له ولا تسترسل مع ما يلقيه إليك، وإذا وقع بقلبك شيء من ذلك فسارع بالاستعاذة بالله منه، وحافظ على الوضوء بقدر المستطاع، وأكثر من ذكر الله تعالى وخاصة أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ودخول الخلاء ونحو ذلك، وفي كتاب (حصن المسلم) للقحطاني الكثير الطيب من ذلك.
واقرأ القرآن بتدبر وحضور قلب، فإنه شفاء وهدى ونور ورحمة، ولا بأس من استشارة أحد الأطباء النفسيين المسلمين، وإن كنا نظن أن نصائحنا السابقة فيها كفاية وغنية.
والله أعلم.