الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن السرقة من أقبح الذنوب وأكبرها . فقد قال صلى الله عليه وسلم : لعن الله السارق يسرق البيضة قتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده . رواه البخاري ومسلم . ويعظم جرم السرقة ويشتد قبحها إذا كانت من المأمون أو لذي رحم، والسرقة من الجدة من أعظم ذلك لما تستحقه من بر وإحسان وصلة . ولا يفعل ذلك إلا من حرم التربية الصحيحة وفقد الأخلاق الفاضلة والوازع الديني .
وبالنسبة لما سرق من هذه الجدة فإن على الأبناء أن يردوه إليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : على اليد ما أخذت حتى تؤديه . رواه الترمذي . وإذا تطوع عنهم آباؤهم بذلك فلا شك أن ذلك أمر محمود .
وكيفية ذلك أن ما اشتركا في سرقته يكون عليهما بالسوية لاشتراكهما في الجريمة . وأما ما انفرد به أحدهما فإنه يكون عليه وحده . كما هي القاعدة في قول الله تعالى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر: 7 }
ولا تأثير لكون واحد منهم كان أشد تأثيراً على الآخر، أو كانت له سوابق دون الآخر .
والله أعلم .