الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال تعالى في محكم كتابه : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت : 34 ــ 35 }
وقال تعالى : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى : 40 ـ 43 }
وفي صحيح مسلم : أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ؟ فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك . لهذه النصوص من القرآن والسنة وما أشبهها وهو كثير فإن عليك أن تؤدي الذي عليك من صلة الرحم واجتناب القطيعة . وعليك أن تنظر في الأسباب التي أدت إلى ما حدث وتقوم أولاً بإزالتها إن كنت السبب أو تستطيع إزالتها على كل حال، كما أن عليك أن تتحين الفرص والأوقات المناسبة لإزالة الشحناء والبغضاء، ومن ذلك موسم العبادة في شهر رمضان وأيام الأعياد . فإذا قمت بواجبك وأديت الذي عليك ولم تستجب قرابتك فاحتسب الأجر عند الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها . رواه البخاري
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين : 7119 ، 47693 .
والله أعلم .