الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله تعالى الذي هدى هذا الرجل ووفقه للالتزام بالصلاة والصيام وغيرهما، لكننا نوصيه بتقوى الله تعالى وطاعته والإحسان إلى والدته كما أوصى الله تعالى بذلك في كتابه العزيز، حيث أوصى بالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف ونبه على أهمية بر الأم خاصة وصرح بذلك الحديث النبوي، ثم إنه لا يجب عليه أن يعطي أمه من ماله إلا ما تحتاجه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 38993.
إلا أنه ينبغي له أن يحاول إرضاءها حسبما يستطيع فإن استطاع مصاحبتها إلى العمرة فليفعل، وإن استطاع أن يدفع لها من المال قدر ما يرضيها فليفعل، وإن استطاع أن يأتيها ببعض الحاجات والهدايا فليفعل، فالمهم أن يحاول إرضاءها ما استطاع ولا يكلف ما لا يستطيع، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22356، 2894، 27653، 19848.
ثم إن على زوجة هذا الأخ أن تكون عونا له على بر والدته ولا تكون عونا على التقصير في حقها، فبرور زوجها لأمه يعود عليه وعلى أولاده بالخير الكثير، كما أن عقوقه يعود عليه بما لا يحمد في الدنيا والآخرة. ومن حق هذا الزوج على زوجته أن تنصحه ولا يوجد نصح بعد النصح بطاعة الله أعظم من النصح ببرور الأم، ثم إن تقصير الوالدة في حق ولدها لا يبرر عدم برورها، لأن البرور واجب على الولد وليس مشروطاً بإحسان الوالد، لذا فلا ينبغي التركيز على أن هذه الوالدة كانت تتجاهل ولدها يوما من الأيام، ولا يغيب عن الذاكرة ما كانت تقوم به من خدمته في صغره من رضاعة وتنظيفه والسهر على مصالحه بانشراح وسرور إضافة إلى حمله ووضعه.
والله أعلم.