الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القرآن كتاب الله الذي تكفل بحفظه من الضياع والتحريف وجعله مصدقا لما سبقه من الكتب ومهيمنا عليه. قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ {المائدة: 48}
وهو يحتوي على الكليات التي يحتاجها البشر في أمور دينهم، وما احتاج إلى التفصيل في تلك الكليات يبين في بعض الآيات القرآنية وفي السنة النبوية أحيانا، كما احتوى على المقاصد الكلية التي ذكرت في الكتب السابقة كأحكام النظم والعلاقات بين الناس وأحكامهم وتزكية النفوس المذكورة في التوراة والإنجيل، وبهذا يعلم أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وقد تعبد الله البشرية بالعمل به والتحاكم إليه بعد نزوله في جميع الأزمنة والأمكنة.
وأما كونه احتوى على جميع ما في الكتب التي سبقته في كل شيء فإنه غير صحيح فكم في التوراة من القصص وأخبار الآخرة بشكل مفصل غير مذكور في القرآن، فمن ذلك أسماء أهل الكهف واسم الشجرة التي نهى آدم عن الأكل منها وغير ذلك، وراجع الفتوى رقم: 35321.
والله أعلم.