الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب العلم على خبر بهذا اللفظ، وإن كان عموم الأدلة يفيد سوء عاقبة الحرام وما يؤدي إليه، فهو يمحق البركة كما قال الله تعالى: يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ {البقرة:276}، وقال صلى الله عليه وسلم: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال: حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما. متفق عليه.
كما أن ارتكاب المعاصي واقتراف الحرام قد يمنع الرزق ويدفعه أو يكدر صفوه ولذته فيصير كالمفقود، يدل على ذلك ما عقب به أبو حاتم على ما رواه ابن حبان في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا بالدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. قال أبو حاتم: قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر لم يرد به عمومه وذاك أن الذنب لا يحرم الرزق الذي رزق العبد بل يكدر عليه صفاءه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه، ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء فكأنه رده لقلة حسه بألمه، والبر يطيب العيش حتى كأنه يزاد في عمره بطيب عيشه وقلة تعذر ذلك في الأحوال. انتهى. من صحيح ابن حبان إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على سوء عاقبة الحرام.
والله أعلم.