حفظ الدين والجمع بين الدراسة والعمل

23-1-2006 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب سوري عمري 21 سنة أسكن في دمشق وأدرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وأنا الآن والحمد لله في السنة الثالثة من قسم اللغة الإنجليزية وعرفت هذه الكلية بوجود عدد كبير من الطالبات فيها حتى أن البعض عندما يسمع بأنني فيها, أول ما يسألني عنه هو كم صادقت وكم عرفت وإلى ما هنالك أكرمني الله قبل شهر رمضان المبارك بأداء العمرة وعندما رجعت إلى بلدي وجدت أن وضعي الاجتماعي والديني ليس كما يجب لمثلي أن يكون فرأيت أن أول ما يجب علي فعله هو ترك الذهاب إلى الجامعة مع العلم أنني حتى عندما كنت أذهب كنت أمضي معظم وقتي في المقاصف الجامعية ولذلك فإن الحضور أو عدمه في قسمي واحد وهذا لا يؤثر في دراستي ثم خفت أني إن جلست في منزلي وحسب فإني سأضطر للتفكير في أمور يقتضي وقت الفراغ التفكير فيها وأني في النهاية سأمل وأعود إما عاجلاً أوآجلاً للنزول إلى الجامعة ولذلك وجدت بضرورة العمل و الحمد لله أنا الآن أعمل وعملي يعطي المجال لي كي أدرس وهو إن شاء الله ليس برغبة في المال فالحمد لله والدي ميسور الحال والنية إن شاء الله كما ذكرت ولكن المشكلة يا سيدي هي أني أعلم بأمر الحكمة العطائية القائلة: إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاطٌ عن الهمة العليّة ، وأعلم أيضاً أن على المرء إتقان عمله وأن عملي الآن هو دراستي، ولكني من جهة أخاف أن أعود فأقع في الإثم والمعصية والفسوق ومن جهة أخرى أخاف أن أستمر في عملي الحالي فأكون بذلك مقصراً فيما هو واجب علي في حقيقته فألهموني ما أفعل ألهمكم الله وبارك فيكم إن شاء الله. والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا شك أن أهم ما يتعين على المسلم الحفاظ عليه والحرص على سلامته هو دينه وأخلاقه وعرضه فحفظ الدين واجب شرعي، ولا شك أن مخالطة النساء في الجامعات أو غيرها من أعظم ما يخدش ويؤثر على هذه الأمور، فتعين البعد عن مخالطتهن ولا سيما إذا أمكن للإنسان مواصلة الدراسة من دون إلزام الجامعة له بالحضور، ويمكن أن يعوض التقصير بالاستفادة من الأقراص التعليمية للإنجليزية، أو من المواقع المختصة في تعليمها، أو سؤال الطلاب ونحو ذلك، وباستخدامك لهذه الوسائل المذكورة في الدراسة تعتبر غير متجرد من الأسباب في تحصيلها وبهذا لم تخالف مدلول الحكمة العطائية، وأما الجمع بين الشغل والدراسة فلا شك أنه أولى من الفراغ والجلوس في البيت وذلك أنه لا تعارض بين الدراسة والعمل، وأما إن لم تكن محتاجاً للشغل وكان جلوسك في البيت يساعدك على تقوية مستواك الدراسي فلا حرج عليك في ترك الشغل وتوظيف فراغك في الدراسة، وأولى من هذا أن تعطي من وقتك جزءا لدراسة ما تحتاج من العلوم الشرعية. وراجع هاتين الفتويين: 5310 // 62390 .

والله أعلم.

www.islamweb.net