الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين المسلم وغيره يجب أن تكون مضبوطة بالضوابط التي حددها الشرع، وخاصة في هذا الزمان الذي التبست فيه الأمور، وكثر الجهل بالدين، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح المسلمون لا يتميزون عن غيرهم في مظهرهم العام أو مخبرهم الخاص.
والعلاقة مع أهل الكتاب إذا كانوا مسالمين غير محاربين يكون أساسها البر إليهم والعدل معهم والإنصاف لهم.
كما قال الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة: 8}. وكنا قد بينا ذلك من قبل، فراجع فيه فتوانا رقم: 23135.
وقد أباح الشرع للمسلم أن يتزوج بالكتابية، ولا شك في أن ذلك أخص من مجرد المساكنة.
فتبين من جملة ما ذكر أنه لا حرج عليك في مساكنة أولئك بالضوابط التي بينا. ولو استطعت دعوتهم إلى الإسلام وتوجيههم بأقوالك وأفعالك نحو قيمه وأخلاقه ومثله العليا لرجونا أن يكون لك بذلك خير كثير. ففي الحديث الشريف: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.