الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يوجد في بعض الأحيان من الأعاصير والزلازل والمشاهد المفزعة ، لا شك أنه يذكر بما حدث للأقوام السابقة الذين رفضوا دعوة التوحيد ، مثل قوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، وغيرهم من الرسل عليهم السلام ، وهذه المشاهد ونحوها إنما هي بأمر الله تعالى ، وقد تحدث عقوبة وزجرا وتخويفا ونحو ذلك ، وقد تكون بسبب تفشي الفواحش والمنكرات ، وهذا هو الغالب على الظن في الحالة المسؤول عنها .
وأما استثمار ما حدث في الدعوة إلى الله والاعتبار ، فإن ذلك هو المنهج الصحيح ، وقد ورد الأمر بمثله ، فالقرأن يدعو إلى السير في الأرض والتأمل في أماكن المعذبين ، حيث تحدث سبحانه في كتابه العزيز عنها في أكثر من آية ، ومن جملة ذلك قوله جلا وعلا : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا { محمد: 10 } وقوله سبحانه : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا { الروم: 9 } وغير ذلك من الآيات .
والله أعلم .