الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم لك الشفاء العاجل مما تعانين منه، ثم نقول وبالله التوفيق: الظاهر أن الذي بك لا يخلو من وسوسة، وأفضل علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها لأن تتبعها سبب لتمكنها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 51239، والفتوى رقم: 51601.
فاغسلي ما أصابه المذي من ثوب أو بدن من غير مبالغة، ثم بعد ذلك يستحب نضح الفرج وما حوله من الثوب قطعاً للوسوسة، كما تقدم في الفتوى رقم: 69985.
ولا ينبغي لك المكث في الحمام فوق الحاجة لما يترتب على ذلك من مضار، وراجعي الفتوى رقم: 60499.
وإذا تحققت من خروج المذي وكان يتوقف عنك نزوله وقتاً يكفي لأداء الوضوء والصلاة فلا تنطبق عليه أحكام السلس، ولا يحق لك في هذه الحالة جمع الصلوات، لأن الجمع المذكور إنما يرخص فيه لصاحب السلس، كما سبق في الفتوى رقم: 24945.
وعليك الحذر من التفريط في الصلاة أو تركها لأنها هي الركن الثاني من الإسلام، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بالصلاة أو يضيعها، قال الله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وقال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
ومن الآثار السلبية لهذه الوسوسة عليك إعراضك عن القراءة في المصحف والتكاسل عن قيام الليل فهذا كله من وساوس الشيطان وكيده لحرمانك من ثواب هاتين الطاعتين العظيمتين، لأن الشيطان لا يألو جهداً في حرمان المسلم من الخير وإدخال الحزن والحرج على قلبه، فجاهدي نفسك في سبيل الإعراض عن مثل هذه الشكوك والوساوس فهذا أفضل علاج لمثل هذه الحالة.
والله أعلم.