الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأفضل في صلاة الاستسقاء أداؤها في الصحراء، وتجوز في المسجد. قال النووي في المجموع متحدثا عن الاستسقاء : السنة أن يصلي في الصحراء بلا خلاف ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في الصحراء، ولأنه يحضرها غالب الناس والصبيان والحيض والبهائم وغيرهم ، فالصحراء أوسع لهم وأرفق بهم . انتهى
وقال الحطاب في مواهب الجليل وهو مالكي : أطلق أصحابنا الخروج إلى الصحراء لصلاة الاستسقاء ولم يقيدوا ذلك بغير مكة كما في صلاة العيد، والظاهر أنه لا فرق، وأن أهل مكة يصلون الاستسقاء بالمسجد الحرام كما في صلاة العيد . انتهى
وفي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية : وكذلك أنواع الاستسقاء فإنه استسقى مرة في مسجده بلا صلاة الاستسقاء ، ومرة خرج إلى الصحراء فصلى بهم ركعتين ، وكانوا يستسقون بالدعاء بلا صلاة ، كما فعل ذلك خلفاؤه ، فكل ذلك حسن جائز . انتهى
وقال ابن قدامة في المغني : ويستحب أن يستسقوا عقيب صلواتهم ، ويوم الجمعة يدعو الإمام على المنبر ، ويؤمن الناس ، قال القاضي : الاستسقاء ثلاثة أضرب ، أكملها الخروج والصلاة على ما وصفنا ، ويليه استسقاء الإمام يوم الجمعة على المنبر..... إلى أن قال : والثالث : أن يدعو الله تعالى عقيب صلواتهم ، وفي خلواتهم. انتهى
وعليه؛ فيجوز صلاة الاستسقاء في المسجد؛ وإن كان الأفضل الخروج إلى الصحراء لأدائها .
والله أعلم .