الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم لا يقر بحال التنقص من عيسى صلى الله عليه وسلم ولا من أحد من الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام ، بل ينكر ذلك بالأسلوب المناسب حسب مقتضى الحال وحسب القدرة ، وكان على المسلمين أن يغضبوا لعيسى وينتصروا له ويذبوا عنه فالمسلم لا يفرق بين أحد من الرسل لقوله تعالى : آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة: 285 } وما ذكرته من تحريف أهل الكتاب للكتب المنزلة وإيذائهم لله ورسله أمر صحيح ، وقد شرع الإسلام دعوتهم للتوبة والإيمان، فقد عرض الله عليهم التوبة والاستغفار ووعدهم برحمته فقال تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 73 ـ 74 } وراجع الفتوى رقم : 71536 ، والفتوى رقم : 71157 .
والله أعلم .