خطوات هامة قبل طلب الطلاق

12-3-2006 | إسلام ويب

السؤال:
أنا سيدة عمري 25 عاما متزوجة منذ 3 أعوام ولي طفلة عمرها تقريبا عامان ؟ زوجي يعمل معي في نفس العمل وتعرفت عليه في هذا العمل وتزوجنا بعد ما تساهل معه والدي في أشياء كثيرة جدا نتيجة لأنه شاب في بداية حياته ولا يملك الكثير ، وساعدته أنا في أشياء أكثر من راتبي الخاص دون أن يعلم أحد من أهلي ولا أهله . وفوجئت بعد الزواج أنه مدان بمبلغ كبير اضطر لاقتراضه من أصدقائه لإتمام الزواج .فلم ألمه أبدا وكنت أقوم بدفع إيجار الشقة وأسدد من باقي راتبي هذه الديون بمعرفته حيث كنت أقوم بتوفيرها وعندما يكتمل معي مبلغ معين أعطيه إياه ليقوم بسداده . عانيت معه حالة مادية سيئة جدا حتى انتهينا من سداد كل المبلغ الذي كان لأصحابه "من مالي الخاص 12000 جنيها" على مدار عامين من الزواج. كانت هذه الفترة فترة غريبة في حياتي حيث كان والدي ثريا جدا وتعودت على أسلوب حياة عال المستوى ولما وضعت في هذا الموقف لم يعلم أحد عنا شيئا سوى أننا في منتهى السعادة الزوجية. زوجي رجل متدين يؤدى الصلاة في وقتها "فقط" ولكنه شخصية همجية جدا يريد في كل حياته أن يأكل وينام فقط بالإضافة إلى أنه يلقي كل ما يقع بيده في أرض المنزل من ملابس وطعام ويلقي حذاءه وشرابه وكل شئ يخصه في كل مكان بالمنزل دون نظام ، عندما يستخدم كوبا لشرب الماء يلقيه في أي مكان .يدخل بالحذاء على كل مفروشات المنزل يلقي أوراقة في كل مكان في المنزل ولولا أنني امرأة لا تقبل الهمجية لكان بيتي عبارة عن مخزن وليس منزلا للحياة الكريمة . تحدثت معه كثيرا في أن يضع أشياءه في أماكنها أو يعطيني إياها وأضعها أنا بدلا من هذه السلوكيات الغريبة ، ولكنه كان يرفض ويقول لي "هو أنت هتربينى أنا حر أحط اللى أنا عاوزه في المكان اللى أنا عاوزه " لم يكن معي من المال ما أحضر به عاملة لتساعدني في أعمال المنزل رغم راتبي الكبير الذي يوازي راتبه بالضبط . ساءت حياتي معه بسبب الهمجية وبدأت أكره التعامل معه وكرهت حتى معاشرته فهو همجي في كل شيء .عندما نعود من العمل سويا ينام هو وأظل أنا في دوامة المنزل نظافة وغسيل وتجهيز الطعام ولم ألق منه أبدا كلمة مساعدة أو حتى كلمة تشجيع على كل ما أفعله ولكنه ياتى في نهاية كل شهر ليقول لي ادفعي الإيجار نحن اتفقنا على ذلك . كرهت الإنفاق معه وكرهت أن أكون فقط من أجل الراتب . فانا أقوم بكل أعبائى المنزلية ولا يشعر هو أبدا بأنني مقصرة في واجباتى المنزلية ولا واجباتى نحوه . عندما يزورني أحد من أقاربه أو أقاربي يقول إن بيتي منظم ونظيف وكيف أوفق بين عملي وبين بيتي بهذا الشكل . أشعر بآلام في ظهري من كثرة العمل ولا يقول لي حتى شكرا . توقفت عن دفع الإيجار تماما وبدأت أدخر راتبي كاملا فبدأ يطلب منى ذهبي وذهب ابنتي ليقوم ببيعه ويسدد التزاماته ولكنني رفضت فأقسم علي يمين طلاق أن أبيع ذهب ابنتي بزعم أنه ملكه هو . رغم أنه عبارة عن هدايا من أبي وإخوتي لها عند ولادتها ولكنه قال إن ما لابنته فهو له . تم الطلاق ثم أحضر أباه وقاما بردي إلى بيته وبعد الرجوع بثلاثة أيام عاود الكلام عن ذهب ابنتي مرة أخرى فاتصلت بوالده ووالدته فحضروا ليتحدثوا معه ولكنه لم يستجب لأي كلمة قالها والده أو والدته عن حسن معاملة الزوجة ورحمتها والنفقة عليها رغم أنه ابن بار ومحترم . مات هذا الموضوع مع الأيام مع اقتناعه الكامل بأن ذهبي وذهب ابنتي من حقه هو وحده التصرف فيه . بعد 4 شهور أتى وأنا أقوم بتنظيف المنزل وقال لي حضري لي إفطارا حيث كان صائما يوم عاشوراء فقلت له إنني أقوم بالتنظيف وهناك طعام بقي من أمس وعندما حان وقت الإفطار ولم يجد طعاما جديدا سكب إناء الطعام القديمة في كل الشقة بعدما انتهيت من تنظيفها ثم طلب مني في اليوم التالي تجهيز الإفطار وكنت نائمة فلم أستطع تحضيره حيث كنت مرهقة ونائمة فأحضر ماءا كثيرا وسكبه فوقي وأنا نائمة فعدت إلى بيت أبي والآن أنا مصرة أنا وكل أهلي على الطلاق وأشعر أن الطلاق قادم عاجلا أم آجلا و أشعر أن حياتي مع هذا الهمجي لن تستمر وأنه ليس الزوج الذي ترقى به الحياة وأشعر أن الطلاق قادم لا محالة . استخرت الله كثيرا ولا أعلم ماذا أفعل استرحت للطلاق وأشعر أنه حل لمشاكلنا . والآن عندي طفلة واحدة بدلا من أن يتم الطلاق ولدي أطفال أكثر من ذلك، أرجو الرد على رسالتي . أريد أن أشعر بتوجيه أحد بعيد عني لا يراني ولكنه ينظر إلى الموضوع بشكل حيادي . أرجوكم المشورة أرجوكم أعينوني على اتخاذ قراري النهائي وجزاكم الله عنى خيرا .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن الغايات التي يحرص عليها الإسلام بناء الأسرة المسلمة، والحفاظ على بنائها من التصدع والانهيار، ولذا حرص الإسلام على استمرارية الحياة الزوجية ودوامها، وانظري الفتوى رقم: 18440.

وسمى العقد بين الزوجين، بالميثاق الغليظ، فقال: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء: 21].

فلا ينبغي تعريض الحياة الزوجية لما يوهنها ولا التفكير في قطعها لأدنى سبب، وما ذكرت الأخت من أسباب لتفكيرها في قطع هذه العلاقة، لا تدعو لذلك، وإنما تحتاج إلى جلسة صدق ومصارحة، ونقول للأخت: أعطي زوجك فرصة أخرى، لا تستعجلي في هذا القرار لما له من آثار سيئة سواء على الطفلة التي ستعيش بعيدة عن أحد أبويها، أو عليك فربما لا تجدين زوجا آخر، فتقاسين مرارة العزوبة وكآبة الوحدة، فلا يخفى عليك أن كثيرا من الفتيات الأبكار لا يجدن من يتقدم لهن، فكيف بالمطلقة ومن لديها طفل، ثم إن الزوج القادم - إن أتى - قد يكون أسوأ من الموجود، فننصحك بالتروي كثيرا قبل اتخاذ هذا القرار والاستشارة والاستخارة، وإياك أن تكفري النعمة، فزوجك ليس سيئا جدا، نعم هذه الممارسات لا يقرها الشرع ولا الخلق، ولكنها بالنسبة لغيرها من الصفات أهون، ثم يمكن علاجها بوسائل غير الطلاق، نذكر بعض هذه الوسائل على سبيل المثال:

- يمكنك أن تجربي ترك البيت دون نظافة فترة من الوقت حتى يرى الزوج الجهد الذي تبذلينه ويحس بالفرق بين النظام والنظافة وبين عكسهما.

-  يمكنك أن تهدديه بترك العمل (الوظيفة) والبقاء في البيت إذا لم يساعدك في النظافة والحفاظ على النظام في البيت، هذا إذا كان حريصا على بقائك في العمل.

- يمكن تهديده بقطع المال عنه، أو إغرائه به، بأن تمتنعي عن دفع الإيجار أو نحوه مما عودتِه على دفعه، إن لم يحافظ على النظافة، وبدفع ذلك إن هو التزم النظام، مع العلم أنه لا يلزمك شرعا دفع إيجار ولا غيره، بل يجب على الزوج أن يوفر لك المسكن والمأكل والملبس وأنت جالسة في بيتك.

 وهناك الكثير من الوسائل التي تستطيعين أن تحلي بها هذه المشكلة وتغيري بها زوجك، مع تذكيره ونصحه بالتي هي أحسن.

 كما ننصح الزوج بأن يعاشر زوجته بالمعروف، وأن لا يكلفها من العمل ما لا تطيق، كما ينبغي له أن يكون عونا لها في عملها المنزلي كما كان يفعل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، أخرج البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . وفي مسند أحمد وصححه الأرناؤوط عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا؟ قالت: نعم؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.   

والله نسأل أن يصلح حالكما ويهديكما إلى كل خير

والله أعلم.

www.islamweb.net