الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مجرد قول القائل أكره فلانا أو لا أحبه ليس من الغيبة ، إذا كان ذلك لا يتضمن تنقيصا من الشخص الذي لا يحبه, فالحب والكراهية من الأمور التي ربما لا يستطيع الإنسان دفعها أو التحكم فيها وخاصة إذا كان لذلك سبب, ولكن لا يجوز أن يحمله ذلك على ظلمه ففي سنن البيهقي وغيرها أن عمر رضي الله عنه قال لطليحة الأسدي : لا أحبك ، وذلك لأنه قتل عكاشة بن محصن ، وثابت بن الأقرم . وقال لأبي سفيان بن حرب : لا أحبك أبداً . رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وذلك لموقفه من النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفتح .
وأما قول القائل ( هذه الشركة حرامية ) أو ما أشبه ذلك كأن يقول أهل هذه القرية ظلمة فليس من الغيبة كما نص على ذلك أهل العلم وإن كان فيه تجني على العموم ، لأن الغيبة لا تكون إلا على شخص أو أناس معلومين أو مبهمين يعلم المخاطب أعيانهم ، انظر الفتوى رقم : 18728 .
وأما قولك لخالتك أو غيرها يا ( معلمة ) فلا شيء فيه إلا إذا كان ذلك على وجه السخرية والاستهزاء فيكون حراما لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ {الحجرات: 11 } وليس بغيبة لأن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره في حال غيبته .
وأما تعليقك على ما يفعله بعض حكام المسلمين فإن كان صحيحا وأذيع علانية فليس بغيبة لأن ذكر الفاجر بما أعلن من فسق وبدعة لا يعتبر غيبة .
وأما التحدث عن شخص مجهول بأنه فعل كذا, أو أهان شخصا آخر، أو شتمه فليس بغيبة ما دام الشخص مجهول . وقد سبق بيان كثير من الأمور والأدلة عليها وأقوال أهل العلم فيها في الفتاوى الآتية : 9570 ، 6710 ، 6082 .
والله أعلم .