الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على من ولاه الله على الناس أن يقوم بينهم بالعدل والقسط، قال الله تعالى: وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ {النساء:58}، وليعلم كل من تولى على أحد أنه مسؤول عن ولايته هذه أمام الله تعالى، لما في الحديث: كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته.. رواه البخاري.
وفي الحديث: ما من أمير عشرة إلا أتى الله عز وجل مغلولاً يوم القيامة لا يطلقه إلا العدل. رواه أحمد وأبو داود، فعلى هؤلاء المسؤولين أن يتقوا الله تعالى ويعطوا كل ذي حق حقه.
وخير ما تدفعين به شر هؤلاء تقوى الله عز وجل في السر والعلن، فإن الله تعالى يقول: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، ثم عليك ملازمة الاستغفار، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل عسر يسراً ومن كل ضيق مخرجاً، هذا ولك أن تدعي على هؤلاء إذا تحققت من ظلمهم لك، ومن الأدعية المأثورة في هذا الباب ما رواه النسائي وأبو داود من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
والله أعلم.