الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السحر حق وله تأثير على المسحور بقضاء الله وقدره، فيحصل به التفريق بين الزوجين، ويحصل به الضرر للمسحور في تعطيل بعض أعضائه، وقد يؤدي لقتله، ويدل لحصول هذا التأثير بإذن الله، وأنه لا يقع إلا ما أذن الله فيه، قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا... ........فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ{البقرة: الآية102}
وأما تأثيره على الساحر من ناحية لحوق الضرر به في بدنه فلا نعلم فيه شيئا؛ إلا أن من أخطر الضرر الضرر الديني حيث يكفر العبد بعمل السحر عند كثير من أهل العلم، واستدلوا بقوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ..... وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ {البقرة: 102} وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من السحر فقال: ليس مني من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له. رواه الطبراني وصححه الألباني.
ومن الأضرار التي تلحق الساحر أيضا كونه يحكم عليه بالقتل عند كثير من أهل العلم، وهذا القتل لا ينفذه إلا الإمام أو نائبه، وراجع الفتاوى التالية أرقامها:15070، 20371، 5856، 18942، 4653.
والله أعلم.