الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم كامل كمالا بشريا, وأما الكمال المطلق فهو لله وحده لا يشاركه فيه مخلوق من مخلوقاته كائنا من كان لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا, وجميع المخلوقات يلحقها النقص . وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرى فيرفع فوق منزلته، أو يعطى بعض خصائص الألوهية، فقال -كما جاء في صحيح البخاري-: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله. أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما عملت النصارى مع عيسى فمدحوه حتى جعلوه إلها. وروى أحمد والنسائي أن أناسا قالوا له: يا رسول الله؛ يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس: قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل.
فإن كان صاحبك يقصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كامل كمالا بشريا فكلامه صحيح, وإن كان يقصد الكمال المطلق فقد بينا خطأه, وعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه من ذلك. وللاستزادة انظر الفتويين رقم: 33989، 6901.
والله أعلم