الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تبارك وتعالى قد حث في محكم كتابه على تعظيم حرماته وشعائره، قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج:30}، وقال جل وعلا: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}. وأصول الشرع تقتضي صيانة كل ما له صلة بالدين عن العبث ، ومن هذا الباب أن العلماء نصوا على منع دخول الحمام وأماكن القذر بشيء مكتوب فيه شيء من القرآن الكريم أو الحديث الشريف، وأوجبوا أخذ المكتوب المرمي في الطريق وصيانته خشية أن يكون فيه اسم الله أو آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما له تعلق بالدين.
ومع كل هذا، فإنا لا نرى بأسا في كتابة آية من القرآن للغرض المسؤول عنه، أو لغرض آخر لا يتنافى مع التعظيم، مما ليس فيه امتهان لها، ولا عبث بها. وخصوصا أن العمل في مجال القضاء يحفه من المخاطر ما يحتاج المرء معه إلى شيء يذكره كل حين بخطورة عدم إقامة العدل والإنصاف بين الناس.
والله أعلم.