الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الرؤى المفزعة التي ذكرت أنها ما فتئت تأتيك وتراودك منذ ثلاث سنين سببها الشيطان ليحزنك بها، وهي لا تفيد أن بك مسا من الجن، مع أننا لا نستطيع تأكيد أو نفي ذلك. وعليك أن لا تحدثي بها بعدُ. فقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت في المنام كأن رأسي قطع. قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس .
والعلاج في دفع مثل هذه الرؤى هو: المحافظة على أذكار النوم، وقراءتها بتدبر وتمعن مع الجزم بنفعها، وحفظ الله لقارئها ، وإذا رأيت بعد ذلك ما تكرهينه، فالتزمي بالعلاج النبوي، فلن تضرك تلك الرؤى مهما كانت. فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني، قال: فلقيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان، ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره. رواه مسلم. وفي رواية: وليتحول عن جنبه الذي كان عليه. وفي رواية عند مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل.
فمن فعل هذه الأشياء عندما يرى ما يكرهه، وهي:
1/ الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا.
2/ النفث عن يساره ثلاثا.
3/ التحول عن الجنب الذي كان عليه إلى جنبه الآخر.
4/ يقوم فيصلي لله تعالى ركعتين أو أكثر.
5/ لا يحدث بها أحدا.
فلن تضره الرؤيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت مفزعة ومقلقة.
ولا بأس بأن تبحثي عمن يرقيك رقية شرعية.
والله أعلم .