الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الأول أخرج بعضه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، كما أخرج بعضه أو جملا منه الديلمي في الفردوس، وكلاهما عن أنس رضي الله عنه، ويوجد بعضه أو قريباً منه في الإحياء للغزالي، ولم نقف على من تكلم على سنده بتصحيح أو تضعيف، ولكن هذه الكتب مظنة للحديث الضعيف، كما قال علماء الحديث.
قال الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في طلعة الأنوار اختصار ألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث:
وما نمي بعق وعد وخط وكرْ * ومسند الفردوس ضعفه شُهِرْ
كذا نوادر الأصول وزد * للحاكم التاريخ ولتجتهد
وقد رمز بعق: للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر
وأما الحديث عن معصية آدم في الجنة فلم نقف على من أخرجه، وقد ذكره ابن القيم - بألفاظ قريبة مما ذكر- في مدارج السالكين ولم ينسبه لأحد, بل نسبه للسان الحال فأبهم القائل وركب الفعل للمجهول فقال: ... كما قيل بلسان الحال في قصة آدم... وقال قبل ذلك: ربما يكون الذنب بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال كما قيل بلسان الحال.... فلو كان حديثاً لنسبه ابن القيم إلى الحديث.
والله أعلم.