الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك تعتبر وكيلا عن أصحاب الأعمال الذين كلفوك بأن تشتري لهم تلك الأجهزة أو القطع، والوكيل مؤتمن ولا يجوز أن يخون من ائتمنه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، وهذه الزيادة التي ذكرت أنك ترفع بها سعر السلعة هي خيانة صريحة للأمانة, وأكل للمال بغير حق.
فعليك أن تبادر إلى التوبة منها، ومن تمام توبتك أن ترد الفروق التي كنت تأخذها إلى أصحابها، أو تطلب المسامحة فيها من ملاكها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
ولأن أصحاب الحق إن لم يأخذوه في الدنيا أخذوه يوم القيامة حسنات، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذت من سيئات صاحبه فحمل عليه.
والله أعلم.