الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح الأخ بهذا الدعاء الذي يقال عند المصائب، وهو ما ورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله "إنا لله وإنا إليه راجعون"، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها. رواه مسلم.
ومن هذا الدعاء يتبين أن المؤمن يرجو الخير، حتى من المصيبة، ويلتمس الخير حتى من المحنة، والبلية، وفي الحديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له. رواه مسلم
بل لا يدري الإنسان أين الخير، فلعل الخير فيما يكرهه، والشر فيما يحبه، كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ولا ينسى المؤمن قول الله عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد:22}
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. رواه الطبراني وغيره. بل إن من أركان الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره.
إن اليأس والإحباط لا يعرف طريقا إلى قلب المؤمن، لأنه يعرف أن ربه الرحيم، الذي هو أرحم به من والدته، قد كتب وقدر له ما يصيبه من المصائب في هذه الدنيا، لحكمة يعلمها سبحانه،قال تعالى: إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. كما أن المؤمن لا ينسى أن المعاصي والذنوب سبب رئيسي فيما يصيبه من مصائب، وما يلحقه من نكبات، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.{ الشورى: 30}، ولذا فهو يتهم نفسه، ويحاسبها، ويتوب إلى الله دائما.
فعلى الأخ أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب، ومنها علاقته مع تلك المرأة قبل الزواج، ثم نقول للأخ إن هذه المرأة من خلال ما ذكر من أفعالها، لا تصلح زوجة، فلا يندمن على فراقها، وليبحث عن امرأة صالحة، ذات خلق ودين يتزوجها ويكمل معها ما بقي من حياته، وعليه أن لا يتخلى عن واجبه تجاه أبنائه، وأن يسعى في ضمهم إليه حتى يربيهم تربية صالحة، ويبعدهم عن أمهم التي لا تستحق حضانتهم.
والله أعلم.