الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لأخيك، ولا شك أن القدوم على الانتحار كبيرة عظيمة، فقد قال تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا { النساء :29 ـــ 30 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . رواه البخاري ومسلم .
وإذا كان أخوك مصابا بمرض نفسي يجعله غير مدرك لتصرفاته أو غير قادر على التحكم فيها فإنه من الذين رفع عنهم القلم وبالتالي فلا إثم عليه ، وكان عليكم جميعا أن تعالجوا أمره بهدوء وعلاج نفسي عند أهل الاختصاص، ولكن قدر الله وما شاء فعل .
وما دام قصدكم بالقسوة عليه هو تأديبه ورده عن أفعاله الخاطئة فنرجو أن لا يكون عليكم إثم في ذلك . والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو كثرة الدعاء له والصدقة عنه وأن تكثروا من النوافل وأعمال الخير بعد المحافظة على الفرائض، ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 23031 ، وما أحيل عليه فيها .
والله أعلم .