الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وعليك بالسعي في مواصلة هداية أسرتك عملا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ...{التحريم: 6}
واحرصي على استخدام الوسائل المشروعة المتاحة لك مع الحرص على الحكمة واللين والرفق والبعد عن الصدام، إضافة إلى جلب خواطر الأسرة بما أمكن من الإهداء والإحسان والخدمة.
واعلمي أن الإحسان إلى الأم وبرها واجب مهما كان انحرافها؛ إلا إذ أمرت بمعصية فلا طاعة حينئذ، ويدل لهذا قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً ... فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان: 14-15}
واحرصي على تقديم وجبة إيمانية لهن كل يوم تدارسينهن فيها من آيات وأحاديث الترغيب والترهيب والرقائق والتذكير بالموت وعذاب القبر وأهوال القيامة وعذاب العصاة ونعيم الطائعين مع التسلية بالنظر في قصص الأنبياء وسير السلف وتاريخهم، وحبذا لو أمكنك اقتناء بعض الوسائل الصغيرة والأشرطة المفيدة لبعض الكتاب أو الدعاة المؤثرين وتعيرينها لهن لكي يطلعن عليها على انفراد، ويمكن أن تقولي لهن إن هذا برنامج لتقوية المستوى في اللغة العربية حيث تأخذ الواحدة رسالة فتلخصها أو شريطا فتفرغه وبهذا إن شاء الله يحصل ما تريدينه من تفهمهن للمعاني التي يحتويها الشريط أو الرسالة، واستعيني في تحقيق ذلك بالدعاء باسم الله الأعظم، وبدعوة يونس، والدعاء في السجود وساعة الجمعة، وركزي في البداية على النقاط الأساسية مثل قضايا الإيمان بالله وبالقرآن وأنه سالم من التحريف، وأنه لا حكم إلا لله ولا إله غيره، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحة ما نقل الصحب عنه وبتزكيتهم وفضلهم على من بعدهم، ولاسيما من صرح في القرآن بفضلهم كالمهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، ومن هؤلاء أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وعائشة رضي الله عنهم فلا بد من حبهم والبعد عن الإساءة إليهم، والإيمان بالملائكة وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما أمرهم، ومن هؤلاء من ذكر في القرآن كجبريل وميكائيل، فجبريل زكاه القرآن ونوه بأمانته وأنه لا يتنزل إلا بأمر ربه، فالواجب اعتقاد ذلك والبعد عن اتهامه بالخطأ، والإيمان بالآخرة بما فيها من قرب الشمس يوم القيامة من الخلق، واستظلال أهل الإيمان بعرش الرحمن، وشرابهم من حوض النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يذاد عنه كل من انحرف عن المنهج الصحيح أو أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ولم ينزل به سلطانا، وحاولي أنت الاطلاع على ما كتب قديما في بيان الحق في هذه المسائل، فاطلعي على منهاج السنة للشيخ تقي الدين، وعلى الموسوعة الميسرة، وعلى مختصر التحفة لمحب الدين الخطيب وربما تجدينها على الإنترنت ، ويمكن الدخول على بعض المواقع التي تهتم بهذه الأمور.
وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 70173، 34602، 70032، 68518، 47921، 16844، 32981، 64047، 59293.
والله أعلم.