الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أدلة حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب ربه سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة . ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله. قالوا كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل موته . رواه أحمد والترمذي والحاكم . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح . فحرص زوجتك على أن تكون أنت راضيا عنها ، وإعلانك بالرضى عنها ، والدعاء لها بمرضاة الله ، وما ذكرته من صبرها على وفاة أبنائها الثلاثة ، وهذا الثناء عليها بعد موتها من كافة أفراد مجتمعها ، وكونها قد توفيت بعد أداء ما كان عليها من الصلوات ، كلها أمور تدل على حسن خاتمتها . ولكن ينبغي العلم بأن الخاتمة هي من الأمور الغيبية ، ولا يمكن القطع بشيء فيها ، وما ذكر إنما هو أدلة يستأنس بها فقط .
والله أعلم .