الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أنه يجب على المسلم أن يخضع طرق كسبه للضوابط الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه الوظيفة التي تعمل بها تكتنفها محاذير، فإذا أمكنك أن تسلم منها فاستمرارك في وظيفتك جائز، وإن لم يمكنك ذلك فينبغي أن تبحث عن وظيفة أخرى لا تبعة عليك فيها، وليس صحيحاً ما ذكره إخوانك أن كل أعمال الناس اليوم لا بد أن يختلط الحرام بها، فلم تصل الأمور بعد إلى أن يطبق الحرام الأرض.
وعلى كل فما ذكرته من حلول تتجنب بها المحذورات الشرعية في مهنة الجرافيك حلول جيدة، وبالنسبة لحكم نسخ البرامج التي لم يأذن أصحابها بذلك فقد تقدمت لنا فتاوى تمنع هذا النسخ للعمل التجاري والشخصي أيضاً، وهناك من أهل العلم من ذهب إلى جواز النسخ الخاص، وراجع أقوالهم في الفتوى رقم: 13169.
هذا ولا حرج عليك في إعداد تصاميم تحاكي فيها تصاميم أخرى موجودة صممها أناس آخرون، وليس هذا داخل في حقوق التأليف ولا الاختراع وأصحابها، إنما عرضوها للناس ليستفيدوا منها وهم يعلمون أن آخرين سيقلدونهم في ذلك.
ونشير أخيراً إلى مسألة الفتنة التي ذكر الأخ السائل أنه يتعرض لها في عمله فنقول: إنه إن غض بصره عن الصور المحرمة واستبصر معية الله عز وجل فلا تثريب عليه، أما إن كان يسعى لها ويبحث عنها في مظانها فهذا هو الخطر الماحق.
والله أعلم.