الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزكاة في الشرع هي الحصة المقدرة التي فرضها الله في الأموال الزكوية للمستحقين وفي اللغة هي البركة والنماء والطهارة, وإن كانت تنقص المال في الظاهر فإنها تزكيه وتطهره وتنميه في المعنى, كما تزكي مخرجها أي تطهره من الذنوب قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا { التوبة:103 } قال البغوي في تفسيره: قوله تعالى : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ بها من ذنوبهم وتزكيهم بها أي ترفعهم من منازل المنافقين إلى منازل المخلصين وقيل تنمي أموالهم انتهى . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: قد سمى الله الزكاة صدقة وزكاة ولفظ الزكاة في اللغة يدل على النمو والزرع يقال فيه زكا إذا نما ولا ينمو إلا إذا خلص من الدغل فلهذا كانت هذه اللفظة في الشريعة تدل على الطهارة قد أفلح من زكاها قد أفلح من تزكى نفس المتصدق تزكو وماله يزكو يطهر ويزيد في المعنى انتهى .
فبان من هذا أن الزكاة تأتي بمعنى الطهارة وأن أداء الزكاة يطهر مخرجها من الذنوب ويزكيه كما يطهر المال ويزكيه وينميه. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 37309 .
والله أعلم.