الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سورة المائدة تسمى أيضا سورة العقود، وسورة الأخيار، كما تسمى سورة المنقذة، وعدد آياتها مائة وعشرون عند الكوفيين، وهي من السور المدنية باتفاقهم كما قال القرطبي، ولم نقف على سبب لنزولها، وقد نزلت منجمة أي متفاوته النزول كما قال صاحب التحرير: ولا ينبغي التردد في أنها نزلت منجمة ، فقد قال بعضهم نزلت لما رجع من الحديبية ، وقال بعضهم في حجة الوداع، وأكثرها نزل عام حجة الوداع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة وهو على راحلته فبركت به من شدة ثقل الوحي فنزل عنها ، وعن عائشة رضي الله عنها أنها آخر سورة نزلت ولم يكن فيها نسخ إلا ما روى عن بعض أهل العلم أن فيها آيتين منسوختين، وقال بعضهم تسع آيات ، ونقل القرطبي عن بعض أهل العلم أن فيها ثمانية عشر حكما لا يوجد في غيرها من سور القرآن الكريم وزاد هو حكما وهو الأذان للصلوات الخمس في قوله تعالى : وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ {المائدة: 58 }
وقد سميت سورة المائدة في القرآن والسنة لأن فيها قصة المائدة التي سألها الحواريون من عيسى عليه السلام وقد اختصت هذه السورة بذكرها ، وسميت سورة العقود لورود هذا اللفظ في أولها ، كما سميت سورة المنقذة لأنها تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب كما في أثر مرفوع ، أما تسميتها بسورة الأخيار فلما فيها من الحث على الوفاء بالعهد الذي هو من شأن الأخيار، ولذلك قال بعضهم : إن فلانا لا يقرأ سوة الأخيار يريد أنه لا يفي بالعهد . ملخصا من كتب التفسير .
والله أعلم .