الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على أداء التوبة النصوح وأن يتقبلها منك كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشُّورى:25} ولتعلم أن للتوبة شروطا لا بد من تحصليها فإذا اختل شرط من هذه الشروط فلا تعتبر توبة.
وهذه الشروط هي الإقلاع عن الذنب والابتعاد عن أسبابه, والندم على فعله, وعقد العزم على أن لا يعود إليه فيما بقي من عمره, وأن يكون ذلك قبل مشاهدة أمارات الموت أو الساعة. فمن تاب بإخلاص بهذه الشروط تاب الله تعالى عليه وغفر ذنبه وبدل سيئاته حسنات وأحبه كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{البقرة: من الآية222} وقال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزُّمر:53}
فإذا رجعت إلى الله تعالى وتبت إليه بنية صادقة وعزيمة جازمة فإن الله تعالى سيعينك على الاستقامة على طريق الحق.
وما دمت تحب الصالحين المؤمنين فإن هذا خير كثير ونعمة تعينك على الاستقامة, فاحمد الله عليهما، ولذلك ننصحك بصحبة الصالحين والابتعاد عن الفاسدين؛ لأن صحبتهم سبب لكل بلاء، وكيفية التوبة أن يندم العبد على ما فرط منه ويتوب إلى الله ويلتزم طريق الحق.. وإن كانت عليه حقوق للناس أداها إليهم، وليس لذلك مراسيم معينة.
ونرجو أن تطلع على الفتويين:179، 52956.
والله أعلم.