الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيتعين على من اغتاب زميلاتها بحضرتها أحدا أن تنصحهن وتنهاهن عن المنكر حسب استطاعتها, ولا تجالسهم عند الاغتياب، وليكن ذلك برفق وحكمة، فإن لم يستجبن فلتحاول دائما صرف الحديث بأي أحاديث أو نقاشات تثيرها في مواضيع هامة، فإن أنكرت برئت من الإثم ولا يأخذ المغتاب شيئا من حسناتها, وكذلك إذا أنكرت بقلبها, ولم ترض باغتياب الناس وبادرت بمفارقة المجلس الذي تقع فيه الغيبة. وهذا عام في المناكر كلها, فلا إثم على من حضرها إذا كان منكِرا بقلبه ولم يقصر فيما يستطيعه من الإنكار بغيره, وبادر بمفارقة المحل حيث لم يتم التوقف عن المنكر.
ففي الحديث أنه: يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون, فمن كره فقد برئ, ومن أنكر فقد سلم, ولكن من رضي وتابع. رواه مسلم.
فهذا الحديث يفيد أن من كره المنكر فقد برئ من إثمه وعقوقه, وأنه لا يأثم إلا بالرضى بما حصل من المعاصي، كذلك قال النووي في شرح مسلم. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:71558، 45312، 41506،66124.
والله أعلم.