الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الذنب المذكور من القبح بمكان، لا سيما ممن هو في سن والدك، ويجب عليه التوبة منه، وواجبك تجاه والدك أمران:
أولهما عام: وهو دعوته إلى الالتزام بدين الله، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي، دون الإشارة إلى هذا الذنب، وعليك أن تتلطف في دعوته ونصحه، وقدوتك في ذلك هو نبي الله الخليل عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه، فقد نقل القرآن أدبه في دعوة أبيه فقال سبحانه: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم 42-45).
وحبذا لو قدمت لذلك بألوان من الإحسان والبر، وعرفت للوالد مكانته وفضله، وأثنيت عليه بما هو أهله، ومن الضروري أن يكون النصح بعيداً عن الأعين والآذان.
والثاني خاص بهذا الذنب: بأن تسعى في إقناعه بالزواج، ليحصن فرجه، ويغض بصره، ويسلم من غوائل الشهوة، فعليك أن تسعى في تغيير الخادمة بكلما في وسعك، أو الحيلولة دون خلوته بها، وتحذيرها من طاعته في مثل هذا العمل.
فإن نفعت تلك الوسائل وإلا فليس أمام الأخ إلا الدعاء له بصلاح الحال والاستقامة على الدين، قال صاحب رد المحتار: إذا رأى منكراً من والديه يأمرهما مرة، فإن قبلا فبها، وإن كرها سكت عنهما، واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإن الله تعالى يكفيه ما أهمه من أمرهما. انتهى.