الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن من الغيرة ما هو محمود ومنها ما هو مذموم.
فمن الغيرة المحمودة الغيرة في الريبة، ومن الغيرة المذمومة الغيرة في غير موطن الريبة، وفي الحديث: إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة من غير ريبة. راه النسائي وأبو داود.
والغيرة في ريبة أن يرى الرجل من أهله فعلا محرما، أو يراهم في مواضع التهمة، والأمر يختلف باختلاف الناس، فرب رجل شديد الشك كثير الظنون فيظن ما ليس بريبة ريبة، ورب رجل متساهل فيحمل الريبة على محمل يحسن به ظنه.
هذا وإذا كانت المرأة تعمل في جو من الاختلاط غير المنضبط بالضوابط الشرعية، وهو ما تحدث فيه خلوة وعدم غض بصر ونحو ذلك، فإن هذا محل للغيرة المحمودة، ويجب على الزوج أن يغار في مثل هذا الوضع.
وثمرة غيرته الزجر أي المنع من فعل هذه الأعمال، جاء في شرح سنن ابن ماجه للدهلوي:
قوله: فالغيرة في الريبة أي يكون في مواضع التهم والشك والتردد بحيث يمكن اتهامها فيه، كما لو كانت زوجته تدخل على أجنبي أو يدخل أجنبي عليها ويجري منهما مزاح وانبساط، وأما ما لم يكن كذلك فهو من ظن السوء الذي نهينا عنه.
والحاصل أن عليك أن تمنع زوجتك من كل ما من شأنه أن يجعلها في موطن ريبة، ولا شك أن ما ذكرته في السؤال من أخطر هذه المواطن وأسرعها فتكا بأخلاق النساء.
والله أعلم.