الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا الحسنة من الله والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وفي رواية: ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره. ففي هذا الحديث وما أشبهه يرشد النبي صلى الله عليه وسلم من رأى رؤيا يكرهها لما يفعل، يقول أبو قتادة رضي الله عنه راوي الحديث: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل من جبل فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث، فما أباليها.
هذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما نرى الرؤيا المكروهة.
وأما الأعمار فإنها بيد الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يعلم متى يكون الأجل، كما قال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ {لقمان:34}
والمسلم ينبغي له أن يكون دائما على استعداد للأجل المحتوم الذي هو سنة الله تعالى الجارية على كل حي كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ {آل عمران: 185}
فينبغي أن يكون هدف المسلم في هذه الحياة المحدودة القصيرة أن ينال رضى الله تعالى ويصل إلى تلك الحياة الأبدية التي لا موت فيها لينال النعيم المقيم الأبدي في الجنة.
ويعمل لذلك في هذه الدنيا كأنه يعيش أبدا ولآخرته كأنه يموت غدا لتمام استعداده، ولا يشغل باله بالأحلام التي قد تكون من الشيطان ليحزن بها الذين آمنوا، لذلك نوصيك بتقوى الله العظيم ومواصلة العمل الصالح وعدم الاهتمام بهذا النوع من الأحلام الذي هو من الشيطان.
وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين: 31865، 27840.
والله أعلم.