الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الرؤيا الحسنة المبشرة مؤشر على صلاح الرؤيا، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: الرؤيا الحسنة.
ومن رأى رؤيا حسنة فعليه أن يحمد الله ويشكره، ويزيد في طاعته ويجاهد نفسه وهواه والشيطان للابتعاد عن المعصية شكرا لله على تلك النعمة، ويكثر من الأعمال التي يحبها الله تعالى حتى يحبه ويحقق له مناه ويؤمنه مما يخاف، فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..
ومن الأعمال التي يحبها الله الحب في الله والبغض فيه، ويدل لذلك ما في الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في.
ولمزيد بيان عن فضل الحب في الله راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1109 ، 26373، 36998.
وقد بينا في الفتوى رقم: 74127، الوسائل التي تنال بها محبة الله فراجعها واعمل بها واجعلها ميزانا تعرف به نفسك هل أنت ممن يحبهم الله.
وراجع حكم البلاء وفضله في الفتاوى التالية أرقامها: 8138، 25874، 5249، 18103، 65354.
وأما قول السائل لا أعتقد أن الله يغير رأيه فإنه كلام لا يليق في حق الله تعالى، ومع ذلك كلام باطل لأن الله عز وجل يفعل ما شاء متى شاء وكيف شاء، فيحب المؤمن الطائع حين طاعته، فإذا فعل ما يبغضه الله أبغضه فإذا تاب أحبه.