الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاحمد الله تعالى أن أخذ بيدك وردك إليه، واعلم أن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن ليعلم هل يثبت على استقامته ودينه أم لا، قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت: 2 } فاثبت على توبتك واعلم أن بعد العسر يسرا.
وأما مسألة البيت الذي اشتريته عن طريق الربا فإنه لا يلزمك بيعه، وإذا كنت تجهل حكم الربا أصلا فنرجو أن لا يلحقك إثم التعامل به سلفا؛ لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة: 275 }، أما إن كنت تعلم أن الربا حرام ولكنك تجهل أنه من الكبائر فإنك تأثم بتعاملك بالربا، وكفارة ذلك التوبة النصوح والعزم على عدم العود لمثلها . أما بيع البيت والتخلص منه فليس بلازم .
وبالنسبة لعملك في المطعم الذي يبيع الخنزير.. ينظر إن كنت تقوم بتقديمه للزبائن أو طهيه ونحو ذلك من الإعانة على الحرام فعملك حرام ويجب عليك تركه؛ إلا أن تكون مضطرا إليه فتعمل إلى حين وجود عمل آخر مباح ، أما إن كنت لا تباشر ما ذكرنا فلا بأس في عملك بهذا المطعم، وحاول أن تجد عملا آخر لا تجاور فيه المنكر .
أما كيف تتعامل مع زوجتك حديثة العهد بالإسلام؟ فعاملها بالمعروف الذي يأمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19 }، وتدرج معها في العمل بأحكام الشريعة بالرفق واللين عسى أن يحسن إسلامها على يديك، وننبه إلى أن فاقد الشيء لا يعطيه، فعليك بطلب العلم الشرعي الذي تعرف به الواجب من غير الواجب، وتعرف به المعروف من المنكر حتى تعلم أن هذا معروف فتأمر به وأن هذا منكر فتنهى عنه، مع فقه ترتيب الأوليات، فتقدم ما حقه التقديم وتؤخر ما حقه التأخير وهكذا .
والله أعلم .