الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الرؤى لا يثبت بها أمر ولا يتلقى بها حكم، وإنما يستأنس بها إذا كانت مبشرة، وليعلم أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم إنما تعتبر رؤياه رؤيا حقيقية بشرط أن يكون رآه بصفته التي وصفه بها الصحابة الكرام، وهي مذكورة في كتب الشمائل والسير، وفيما رآه هذا الرائي ما يخالف الثابت من الشرع.
فقد حرم الشرع الاعتداء في الدعاء وطلب ما فيه إثم ودعاء العبد على نفسه، ففي الحديث: لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم. ومن الاعتداء طلب الاطلاع على علم الغيب، لأن الله تعالى ذكر في القرآن أنه لا يطلع الناس عليه، كما في قوله تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ {آل عمران:179}، وثبت في الحديث عدم الاستجابة لمن دعا بالإثم، كما في حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل....
هذا وليعلم أن ما يحصل للعبد من ضيق المعاش أو من نكد الحياة إنما يعالج بتقوى الله والتوبة والبعد عن المعاصي، ورجوع العبد على نفسه باللوم وحملها على الطاعة، فالمعاصي تسبب ضنك المعيشة، والتقوى تسبب الفلاح وتيسير الأمور وتفريج الكروب، كما قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا {طه:124}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3)، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}، وقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {البقرة:189}، وراجع في علاج المرائي المحزنة وفي علاج الابتلاءات الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56750، 76268، 11771، 43091، 46295، 47005.
هذا وليعلم أن في السؤال أشياء غير واضحة الكتابة وربما سبب ذلك عدم الإحاطة بجميع جوانب السؤال.
والله أعلم.