الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته بنت خالتك كذب لا يجوز، وعليها أن تتوب منه، والتوبة تكفره وتمحوه، ووقوعها في الكذب لا يبرر لكم هجرها وخاصة إذا علم حسن قصدها، وأنها أرادت صرف أختك عن الوقوع في شباك المفسدين المتصيدين للأعراض، وهجرها للمعصية التي قامت بها مشروع إن كان يرجى من ورائه مصلحة نحو تركها لتلك المعصية أو السلامة من شر قد يقع على من وصلها ونحو ذلك، والعفو والصفح أمر حث الله سبحانه وتعالى عليه في كتابه فقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشُّورى:40}.
ونحذر أختك من الحديث مع الرجال في الإنترنت وفي غيره، فهو طريق إلى الفساد، والمرأة عاطفية تنساق وراء العواطف، وفيما وقع لها من حُبٍّ وهمي، لرجل وهمي، وزيارة قبر وهمي دليل واضح على مدى العاطفة المندفعة غير المضبوطة التي يستغلها أهل الفساد، ويعبث بها ذئاب البشر، وسد هذا الباب الذي يستغله الشيطان لترويج الفواحش هو الطريق الأسلم، والمهيع الآمن. نسأل الله تعالى أن يحفظ أبناء وبنات الإسلام من الفتن.
والله أعلم.