الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن الصدقة قربة لأنها تمليك بلا عوض لأجل ثواب الآخرة فلا بد فيها من النية، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
ومن المعلوم أن وقت النية أول العبادة.
قال السيوطي في الأشباه والنظائر في وقت النية: الأصل أن وقتها أول العبادة. اهـ
وقد قسم العلماء ما يثاب عليه الإنسان ثلاثة أقسام:
الأول: ما يتميز بصورته أنه لله تعالى كالتسبيح والأذان ونحو ذلك فهذا يثاب عليه الإنسان مهما قصد إليه وإن لم ينو به القربة إذا خلا من النية الفاسدة.
الثاني: ما لا يتميز بصورته أنه لله فهذا لا يثاب عليه إلا بنيتين:
الأولى: نية إيجاد الفعل.
الثانية: نية التقرب إلى الله.
ومن هذا دفع المال إلى الغير إن لم يكن بنية التقرب إلى الله ولم يكن واجبا كأداء الحقوق لم يؤجر عليه ولا يمكن تدارك النية بعد الدفع، ولكن نرجو أن لا يعدم شيئا في الأجر وهو أجر تصحيح النية.
الثالث: ما شرع للمصالح الدنيوية ولا تعلق له بالمصالح الأخروية إلا تبعا؛ كأداء الحقوق الواجبة وتعلم الصنائع الدنيوية، فهذا لا يؤجر عليه أيضا إلا إذا نوى به التقرب.
والله أعلم.