الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرزق هو ما يرزقه الله تعالى للعبد من مال وغيره، وهو مكتوب ومقدر لا يزيد ولا ينقص في علم الله تعالى؛ كما هو الشأن في المقادير كلها.
والتوفيق قد عرَّفه أهل العلم (بأن لا يكلك الله إلى نفسك)، ومن التوفيق أن ييسر الله للمرء ما يبتغيه مما ينفعه، وأكبر سبب لعدم التوفيق هو ارتكاب الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، وقال سبحانه: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41]. وقال عليه الصلاة والسلام: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه وحسنه السيوطي.
ومع إيماننا بأن الله بيده كل شيء، وأنه قدَّر كل شيء، فنحن مأمورون من قبل الله بالأخذ بالأسباب، ونؤمن بأن هذه الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله. ويجمع ذلك عبارة ابن تيمية حيث يقول: فالالتفات إلى الأسباب واعتبارها مؤثرة في المسببات شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع. اهـ. من مجموع الفتاوى.
ثم اعلم أنه لا وجود لما قلت إنه يعرف بالعارض الذي يقف في طريق المرء، واعتقاد مثل هذا من التشاؤم المنهي عنه. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الطيرة شرك. رواه أصحاب السنن عن ابن مسعود.
والطيرة هي: التشاؤم مما لا يتشاءم منه، وهي من أعمال الجاهلية.
والله أعلم.